مايكروسوفت والبرمجيات الحرة في فلسطين. عدو أم شريك!
فهدف انتقالنا
من خانة مستهلكي التكنولوجيا إلى مقاعد القيادة والإنتاج المعرفي هو أمل
يقترب إلى التحقق يوما بعد يوم واستراتيجية واضحة للبرمجيات الحرة مهمة في
هذا الطريق. لاحظت من متابعتي للمشاركين لهجة عدائية لمايكروسوفت
باعتبارها نقيض لمبادئ البرمجيات الحرة ورمز للشر. قبل الدخول في مناقشات واستنتاجات سواء تأييدا أو دفاعا عن وجهة النظر هذه أود سرد لبعض الوقائع
- مايكروسوفت بدأت بكتابة بول ألان وبيل جيتس لمترجم للغة البيزيك عام 1975 وهي لغة طورها جون كيميني وتوماس كورتز وعلى حد علمي لم تشتري مايكروسوفت حقوقا للملكية بل استفادت من كونها مشاعا.
- كانت الطفرة والانطلاقة لمايكروسوفت هي شراكتها مع IBM ولكن كعملاق يتعامل مع شركة متناهية في الصغر لم تحصل مايكروسوفت على الكثير من صفقتها مع IBM ولكن أرباحها جاءت مع ظهور سوق الأجهزة المتوافقة التي ظهرت بحيلة قانونية قامت بها شركة كومباك Compaq حيث أن جميع مكونات الحاسب الشخصي كانت متاحة في الأسواق فيما عدا BIOS فاستأجرت فريق قام بهندسة عكسية له وكتابة مواصفة كاملة له وفريق آخر منفصل بإنتاج BIOS متوافق بناء على هذه المواصفات وهنا ظهر هذا السوق بالتحايل على حقوق الملكية الفكرية واستفادت مايكروسوفت ببيع نظام تشغيلها على هذه الأجهزة.
- كانت الحواسيب الشخصية بمثابة لعبة للهواة إلى أن كتب دان بريكلين تطبيق VisiCalc أول تطبيقات الجداول الممتدة Spreadsheets والذي أظهر قدرة هذه الأجهزة في مجال الأعمال. ولم يقم دان بتسجيل براءة للاختراع وظهرت برامج كثيرة معتمدة على فكرته منها تطبيق إكسيل Excel الأشهر من مايكروسوفت. وحاليا لا يزال دان يكتب التطبيقات وخاصة لأجهزة iPad.
- شعرت شركة زيروكس بتهديد من التقنيات الإلكترونية الجديدة على سوقها المعتمد أساسا على التعاملات الورقية فاستقدمت مجموعة من أمهر الباحثين في مختبرها في بالو ألتو لتصور ما ستكون عليه مكاتب المستقبل. من هذا المختبر خرج كم هائل من التقنيات التي تؤثر في حياتنا ومن أهمها تقنية واجهات الاستخدام الرسومية GUI. حيث دعا القائمين على هذا المختبر ستيف جوبز مؤسس شركة أبل للتجول وإلقاء نظرة على الأبحاث وخرج جوبز من هذه الجولة بفكرة واحدة هي تطوير نظام تشغيل يعتمد على الواجهات الرسومية وبالطبع دون دفع ثمن حقوق ملكية لزيروكس وتلته مايكروسوفت في تطوير نظام تشغيلها الأشهر ويندوز.
هناك العديد من الأمثلة التاريخية ولكن سأكتفي بما ذكرته فمما سبق يمكن استنتاج أن الشركات الكبيرة ومنها مايكروسوفت استفادت بشكل كبير من حرية تداول المعلومات ومن أفكار الآخرين وأننا لم نكن لنصل لما نحن عليه الآن بدون هذا التداول. إلا أن الشركات كانت تستفيد من هذه الحرية ثم تغلق الباب على ما تضيفه من أفكار وكان هذا جليا في حالة نظام التشغيل يونكس مما حفز ريتشارد ستالمان على تكوين نظام آخر يعتمد على حرية تداول الأفكار كأساس ومن هذا المنطلق ولدت فكرة البرمجيات الحرة و GPL. وسطع نجم البرمجيات الحرة مع ظهور لينوكس كبديل قوي وفعال لأنظمة التشغيل التجارية خاصة كمنصة للخوادم. وكان موقف مايكروسوفت حاد مع البرمجيات الحرة وظهر هذا في التصريحات التالية
- بيل جيتس يصف مطوري البرمجيات الحرة بالشيوعيين الجدد في عام 2005 ,ان كل من يحاول وضع قيود على حقوق الملكية الفكرية هو شيوعي
- في عام 2001 وصف ستيف بالمر لينوكس وترخيص GPL كالسرطان الذي يتغذى على الملكية الفكرية ويقضى على حرية الاختيار بين البرمجيات الحرة المجانية والتجارية.
يتضح بجلاء موقف مايكروسوفت منذ مدة ليست بالبعيدة من البرمجيات الحرة والتي بجانب التصريحات كانت تتمثل بممارسات أخرى منها قيود مشددة بمنع أي من مطوري مايكروسوفت بالعمل على تطبيقات البرمجيات الحرة حتى خارج أوقات العمل. ولكن تدريجيا بدأت ثقافة جديدة بالظهور تتضح بالأمثلة التالية
- في عام 2004 روب مانشينج ينشر مشروع Wix على SourceForge كأول مشروع حر مفتوح المصدر يخرج من مايكروسوفت على الرغم أنه كان يعمل عليه في أوقات فراغه إلا أن دافعه كان اعتقاده بأن الكثير ممن داخل مايكروسوفت لا يفهمون البرمجيات الحرة ذات المصادر المفتوحة مما شجعه على أن يعمل على نشر هذه الثقافة بمثال عملي.
- عام 2006 افتتحت مايكروسوفت موقع CodePlex لاستضافة التطبيقات الحرة ذات المفتوحة المصدر سواء لمشاريع من مايكروسوفت أو من مجتمع المطورين.
- مايكروسوفت بدأت بكتابة بول ألان وبيل جيتس لمترجم للغة البيزيك عام 1975 وهي لغة طورها جون كيميني وتوماس كورتز وعلى حد علمي لم تشتري مايكروسوفت حقوقا للملكية بل استفادت من كونها مشاعا.
- كانت الطفرة والانطلاقة لمايكروسوفت هي شراكتها مع IBM ولكن كعملاق يتعامل مع شركة متناهية في الصغر لم تحصل مايكروسوفت على الكثير من صفقتها مع IBM ولكن أرباحها جاءت مع ظهور سوق الأجهزة المتوافقة التي ظهرت بحيلة قانونية قامت بها شركة كومباك Compaq حيث أن جميع مكونات الحاسب الشخصي كانت متاحة في الأسواق فيما عدا BIOS فاستأجرت فريق قام بهندسة عكسية له وكتابة مواصفة كاملة له وفريق آخر منفصل بإنتاج BIOS متوافق بناء على هذه المواصفات وهنا ظهر هذا السوق بالتحايل على حقوق الملكية الفكرية واستفادت مايكروسوفت ببيع نظام تشغيلها على هذه الأجهزة.
- كانت الحواسيب الشخصية بمثابة لعبة للهواة إلى أن كتب دان بريكلين تطبيق VisiCalc أول تطبيقات الجداول الممتدة Spreadsheets والذي أظهر قدرة هذه الأجهزة في مجال الأعمال. ولم يقم دان بتسجيل براءة للاختراع وظهرت برامج كثيرة معتمدة على فكرته منها تطبيق إكسيل Excel الأشهر من مايكروسوفت. وحاليا لا يزال دان يكتب التطبيقات وخاصة لأجهزة iPad.
- شعرت شركة زيروكس بتهديد من التقنيات الإلكترونية الجديدة على سوقها المعتمد أساسا على التعاملات الورقية فاستقدمت مجموعة من أمهر الباحثين في مختبرها في بالو ألتو لتصور ما ستكون عليه مكاتب المستقبل. من هذا المختبر خرج كم هائل من التقنيات التي تؤثر في حياتنا ومن أهمها تقنية واجهات الاستخدام الرسومية GUI. حيث دعا القائمين على هذا المختبر ستيف جوبز مؤسس شركة أبل للتجول وإلقاء نظرة على الأبحاث وخرج جوبز من هذه الجولة بفكرة واحدة هي تطوير نظام تشغيل يعتمد على الواجهات الرسومية وبالطبع دون دفع ثمن حقوق ملكية لزيروكس وتلته مايكروسوفت في تطوير نظام تشغيلها الأشهر ويندوز.
هناك العديد من الأمثلة التاريخية ولكن سأكتفي بما ذكرته فمما سبق يمكن استنتاج أن الشركات الكبيرة ومنها مايكروسوفت استفادت بشكل كبير من حرية تداول المعلومات ومن أفكار الآخرين وأننا لم نكن لنصل لما نحن عليه الآن بدون هذا التداول. إلا أن الشركات كانت تستفيد من هذه الحرية ثم تغلق الباب على ما تضيفه من أفكار وكان هذا جليا في حالة نظام التشغيل يونكس مما حفز ريتشارد ستالمان على تكوين نظام آخر يعتمد على حرية تداول الأفكار كأساس ومن هذا المنطلق ولدت فكرة البرمجيات الحرة و GPL. وسطع نجم البرمجيات الحرة مع ظهور لينوكس كبديل قوي وفعال لأنظمة التشغيل التجارية خاصة كمنصة للخوادم. وكان موقف مايكروسوفت حاد مع البرمجيات الحرة وظهر هذا في التصريحات التالية
- بيل جيتس يصف مطوري البرمجيات الحرة بالشيوعيين الجدد في عام 2005 ,ان كل من يحاول وضع قيود على حقوق الملكية الفكرية هو شيوعي
- في عام 2001 وصف ستيف بالمر لينوكس وترخيص GPL كالسرطان الذي يتغذى على الملكية الفكرية ويقضى على حرية الاختيار بين البرمجيات الحرة المجانية والتجارية.
يتضح بجلاء موقف مايكروسوفت منذ مدة ليست بالبعيدة من البرمجيات الحرة والتي بجانب التصريحات كانت تتمثل بممارسات أخرى منها قيود مشددة بمنع أي من مطوري مايكروسوفت بالعمل على تطبيقات البرمجيات الحرة حتى خارج أوقات العمل. ولكن تدريجيا بدأت ثقافة جديدة بالظهور تتضح بالأمثلة التالية
- في عام 2004 روب مانشينج ينشر مشروع Wix على SourceForge كأول مشروع حر مفتوح المصدر يخرج من مايكروسوفت على الرغم أنه كان يعمل عليه في أوقات فراغه إلا أن دافعه كان اعتقاده بأن الكثير ممن داخل مايكروسوفت لا يفهمون البرمجيات الحرة ذات المصادر المفتوحة مما شجعه على أن يعمل على نشر هذه الثقافة بمثال عملي.
- عام 2006 افتتحت مايكروسوفت موقع CodePlex لاستضافة التطبيقات الحرة ذات المفتوحة المصدر سواء لمشاريع من مايكروسوفت أو من مجتمع المطورين.
لمساعدة
المؤسسات على تبني التقنيات الحرة حيث تتبنى أنشأت مايكروسوفت مؤسسة
OutCurve . بعض المشاريع وتضمن عدم التوقف عن العمل فيها ودعمها
بالإضافة للتمحيص القانوني لحماية مستخدمي التقنيات.
- تبرعت مايكروسوفت ببعض الكود لنواة لينوكس وعلى الرغم أن هذا الكود يهدف إلى تحسين أداء لينوكس عند العمل على نظام Hyper-V إلا أنها كانت المرة الأولى التي تقوم بها مايكروسوفت بالدخول في منظومة البرمجيات الحرة التقليدية وعالم اللينوكس.
- أصدرت مايكروسوفت مشروع NuGet لتسهيل عملية استيراد واستخدام المكونات الحرة بالإضافة أنه أول مشروع تقبل فيه مايكروسوفت بمشاركات من خارج موظفيها.
- أصدرت مايكروسوفت مشروع WebMatrix كتطبيق مجاني والذي يسهل بشكل كبير تطوير تطبيقات ويب معتمدة على نظم حرة ذات مفتوحة المصدر ويدعم بشكل قوي التطبيقات المكتوبة بلغة PHP.
هناك أمثلة أخرى كثيرة لتغير استراتيجية مايكروسوفت تجاه البرمجيات الحرة ولكن لن أذهب بالاستنتاج بأن مايكروسوفت قد تحولت إلى الملاك البريء المحب للحرية فهي في النهاية شركة رأسمالية ولائها الأساسي للربح والمستثمرين فعلى سبيل المثال أوقفت تمويل مشاريع IronPython و لأنهم يمثلوا مدخل سهل للانتقال من منصة ويندوز إلى منصة لينوكس. . ولكن ما الفائدة التي يمكن أن تقدمها مايكروسوفت وما الضامن لأن تصب العلاقة في صالح مجتمع المعلومات الفلسطيني؟
استثمرت مايكروسوفت بشكل كبير في العلاقة مع المؤسسات التعليمية ولديها شبكة قوية من الطلاب تحت برنامج MSP ومسابقة كأس التخيل Imagine Cup إلا أن غياب المنافسة أدى إلى سيادة الولاء للشركة أكثر من الجودة والانفتاح على التقنيات المختلفة سواء من داخل منظومة مايكروسوفت أو خارجها. ولكن بتكوين شراكة بين مايكروسوفت ومجتمع البرمجيات الحرة سيستفيد المجتمع من شبكة العلاقات وإمكانيات الوصول الأسهل لقاعدة الطلاب وتستفيد مايكروسوفت من تحسين جودة المطورين وبالرغم من أنها قد تخسر بعض المطورين لمنصات أخرى إلا أنها ستكسب مصداقية وجودة من عدد أكبر يعوض هذه الهجرة بدلا من المخاطرة بالعداء لمجتمع البرمجيات الحرة والذي قد ينتج عنه خسارة أكبر. ينطبق هذا المبدأ أيضا على مجتمع المحترفين ففي فلسطين تمتلك مايكروسوفت عدد من المطورين ومن المصلحة المتبادلة تحسين جودة هذا المجتمع وتشجيعه ليس فقط أن يكون مستهلك ومساهم فعال ف البرمجيات الحرة سواء داخل منظومة مايكروسوفت أو لينوكس أو غيرها.
وجهة نظري أن مايكروسوفت يمكن أن تصبح شريكا فاعلا ولكن ذلك يتطلب منها تغيير النظرة إلى فلسطين والمنطقة العربية عامة كسوق لتصريف المنتجات ولن يأتي هذا إلا بالضغط من مجتمع قوي يستطيع التفاوض والاستفادة من الظروف الجديدة التي نأمل أن تغيير من البيئة الاحتكارية التي كانت سائدة.
- تبرعت مايكروسوفت ببعض الكود لنواة لينوكس وعلى الرغم أن هذا الكود يهدف إلى تحسين أداء لينوكس عند العمل على نظام Hyper-V إلا أنها كانت المرة الأولى التي تقوم بها مايكروسوفت بالدخول في منظومة البرمجيات الحرة التقليدية وعالم اللينوكس.
- أصدرت مايكروسوفت مشروع NuGet لتسهيل عملية استيراد واستخدام المكونات الحرة بالإضافة أنه أول مشروع تقبل فيه مايكروسوفت بمشاركات من خارج موظفيها.
- أصدرت مايكروسوفت مشروع WebMatrix كتطبيق مجاني والذي يسهل بشكل كبير تطوير تطبيقات ويب معتمدة على نظم حرة ذات مفتوحة المصدر ويدعم بشكل قوي التطبيقات المكتوبة بلغة PHP.
هناك أمثلة أخرى كثيرة لتغير استراتيجية مايكروسوفت تجاه البرمجيات الحرة ولكن لن أذهب بالاستنتاج بأن مايكروسوفت قد تحولت إلى الملاك البريء المحب للحرية فهي في النهاية شركة رأسمالية ولائها الأساسي للربح والمستثمرين فعلى سبيل المثال أوقفت تمويل مشاريع IronPython و لأنهم يمثلوا مدخل سهل للانتقال من منصة ويندوز إلى منصة لينوكس. . ولكن ما الفائدة التي يمكن أن تقدمها مايكروسوفت وما الضامن لأن تصب العلاقة في صالح مجتمع المعلومات الفلسطيني؟
استثمرت مايكروسوفت بشكل كبير في العلاقة مع المؤسسات التعليمية ولديها شبكة قوية من الطلاب تحت برنامج MSP ومسابقة كأس التخيل Imagine Cup إلا أن غياب المنافسة أدى إلى سيادة الولاء للشركة أكثر من الجودة والانفتاح على التقنيات المختلفة سواء من داخل منظومة مايكروسوفت أو خارجها. ولكن بتكوين شراكة بين مايكروسوفت ومجتمع البرمجيات الحرة سيستفيد المجتمع من شبكة العلاقات وإمكانيات الوصول الأسهل لقاعدة الطلاب وتستفيد مايكروسوفت من تحسين جودة المطورين وبالرغم من أنها قد تخسر بعض المطورين لمنصات أخرى إلا أنها ستكسب مصداقية وجودة من عدد أكبر يعوض هذه الهجرة بدلا من المخاطرة بالعداء لمجتمع البرمجيات الحرة والذي قد ينتج عنه خسارة أكبر. ينطبق هذا المبدأ أيضا على مجتمع المحترفين ففي فلسطين تمتلك مايكروسوفت عدد من المطورين ومن المصلحة المتبادلة تحسين جودة هذا المجتمع وتشجيعه ليس فقط أن يكون مستهلك ومساهم فعال ف البرمجيات الحرة سواء داخل منظومة مايكروسوفت أو لينوكس أو غيرها.
وجهة نظري أن مايكروسوفت يمكن أن تصبح شريكا فاعلا ولكن ذلك يتطلب منها تغيير النظرة إلى فلسطين والمنطقة العربية عامة كسوق لتصريف المنتجات ولن يأتي هذا إلا بالضغط من مجتمع قوي يستطيع التفاوض والاستفادة من الظروف الجديدة التي نأمل أن تغيير من البيئة الاحتكارية التي كانت سائدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق