الأربعاء، 20 يوليو 2011

بحضور العالم ريتشارد ستالمان ، مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني تدشن الندوات الأولى في فلسطين حول البرمجيات الحرة



بحضور العالم ريتشارد ستالمان ، مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني تدشن الندوات الأولى في فلسطين حول البرمجيات الحرة





نظمت مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة لفلسطيني في مقر بيتا لاتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات وجامعة بيرزيت والجامعة العربية الامريكية وجامعة النجاح الوطنية اكثر من ندوة حول البرمجيات الحرة وكما استقبل مستشار الرئيس لشؤون الاتصالات والمعلوماتية والتعليم التقني الدكتور صبري صيدم، بالنيابة عن الرئيس محمود عباس، مؤسس حركة ومجتمع البرمجيات الحرة العالم ريتشارد
.ستالمان .وكما استقبل محافظ جنين قدوره موسى في مكتبه ، مؤسس حركة ومجتمع البرمجيات الحرة

ريتشارد ستولمان، ، هو عالم رياضيات وكمبيوتر، وباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، وأيقونة مركزية لدعاة ومتطوعي البرمجيات الحرة عبر العالم.

دعا ستولمان منذ سنين خلت ل"نشر مفهوم حقوق النسخ" مبلورا مفهوم الرخصة العمومية الشاملة للبرامج GPL. و هو أيضاً "مبرمج بارع حيث كان يترأس عدة مشاريع مثل محرر إي ماكس ، والمصرِّف جي.سي.سي، والمدقق جي دي بي وهي كلها برامج تنتمي لمشروع جنو للمصدريات المفتوحة.
ومنذ منتصف تسعينيات القرن العشرين، ركز ستولمان انتباهه على نشر البرمجيات كبديل للبرامج المسجلة الملكية والمغلقة المصدر. وحافظ على حيوية ذهنية مميزة تثير كل من اكتشف مواهبه أثناء محاضرة ما او مداخلة حتى ولو على شريط فيديو بائس من يوتيوب.
يتلخص هدف ستولمان في "إنشاء مجتمع وجيل جديد من المطورين يعود بالبرمجيات إلى بداياتها الفلسفية، أي المشاركة الحرة لها دون قيد أو شرط، وأيضا التعاون الحر بين المبرمجين والمستخدمين على تطوير البرمجيات.
زيارته لفلسطين و اهدافها
وقام ريتشارد ستولمان بزيارة فلسطين بدعوه من مجتمع البرمجيات الحره و كانت هذه الزيارة تستهدف التعريف بالحلول التقنية المختلفة، واتخاذ خطوات جادة تعكس التوجه العالمي الراهن نحو البرمجيات الحرة لما تتمتع به من مزايا كثيرة في مختلف المجالات ولا سيما إسهامها في تطوير البيئة الرقمية وتشجيع البحث العلمي والإبداع، إضافة إلى تقديم الحلول الإلكترونية وتوفيرها لتكون في متناول الجميع بما يسهم في تحقيق المزيد من التقدم العلمي والاقتصادي.
ويأتي تدشين المبادرة خلال ندوة البرمجيات الحرة للتعريف بفلسفة البرمجيات الحرة والتوجه العالمي في هذا المجال، بالإضافة إلى التعريف بالمبادرات والتجارب العربية في البرمجيات الحرة والمساهمة في زيادة الوعي حول حقوق الملكية الفكرية من خلال تشجيع الجمهور على استخدام البرمجيات الحرة للمميزات التي تحتوي عليها، وذلك للحد من استخدام البرامج غير المرخصة.
.زيارة ستالمان الى مقر الرئاسة برام الله
و قام مستشار الرئيس لشؤون الاتصالات والمعلوماتية والتعليم التقني صبري صيدم، بالنيابة عن الرئيس محمود عباس، باستقبال مؤسس حركة ومجتمع البرمجيات الحرة العالم ريتشارد ستالمان.
وشكر صيدم باسم الرئيس العالم ستالمان على اختياره فلسطين كمحطة رئيسية من محطاته العالمية، وثمن تلك الخطوة واعتبرها شهادة تستحق الاعتزاز بتطور المعلوماتية في فلسطين والاهتمام الأكبر بالبرمجيات وعالم الحاسوب برمته.
وأكد أن نجاحات فلسطين في عالم المعلوماتية وجهود أبنائها وبناتها في هذا المجال هي التي فتحت الباب لاهتمام العالم ومشاهير المعلوماتية بزيارة فلسطين والاهتمام بجمهورها المولع بالتكنولوجيا وتطورها، إضافة إلى تأصيل كبريات الشركات العالمية لعملها ومشروعاتها في فلسطين.
من جهته، رحب ستالمان بتطور مجتمع البرمجيات الحرة في فلسطين، مشددا على أهمية الحرية كخيار أساس في تعامل المجتمع الفلسطيني مع الإنترنت والبرمجيات، مؤكدا أن النهوض بالمجتمع يستوجب توفير كامل الإمكانيات لتطوير صناعة البرمجيات واللحاق بركب الدول المتطورة على أرضية العدالة والإنسانية.



حديث ستولمان في بيتا
تحدث عن فقدان هيئه عامه تحكمها بحواسيبها فهي فشلت في اداء واجبها تجاه المواطنين ولا يحق لها عمل ذلك ، لذلك كل برنامج تجاري في مؤسسه حكوميه هو بسبب فشل تلك المؤسسه في القيام بواجبها تجاه المواطنين وهذه البرامج ينبغي حذفها وينبغي الانتقال بشكل كلي الى البرمجيات الحره ، ولكن هناك سبب ثاني يدفعنا الى ذلك .. الدوله برمتها (جميعها) لديها مهمه وهي تنظيم المجتمع بما يضمن رفاهيته وحريته وهذا يشمل جميع مناحي الحياه ولكن فيما يتعلق بالبرمجيات فإن هذا يعني توجيه المجتمع نحو البرمجيات الحره بالاضافه الى ذلك سوف تحتاج الدوله دعما فنيا مما يدفع الى انشاء شركات دعم فني تقدم خدماتها للدوله ونفس هذه الشركات ستقدم خدماتها ايضا الى زبائن آخرين وعندما تفكر المؤسسات الغير الحكوميه و الشركات بإستعمال البرمجيات الحره سيجدون من يقدم لهم الدعم الفني وسيكتشفون عندها أن الدعم الفني للبرمجيات التجاريه هو دائما احتكار للسوق بينما الدعم الفني للبرمجيات الحره هو سوق حر وبالتالي سيجدون أنهم سيحصلون على دعم أفضل لذلك الدوله عبر قيادتها لهذا سوف تقوم بفتح الطريق للآخرين للحاق بها بسهوله .
ختاما هناك البرمجيات الحره و التعليم ، يجب على المدارس أن تدرس البرمجيات الحره حصريا كل المدارس من كل المستويات تحمل مسؤولية تعليم البرمجيات الحره فقط وهناك اربعة أسباب لذلك ، السبب الاول وهو سطحي وهو توفير النفقات ولكن البرمجيات الحره ليست بالضروره مجانيه حيث يمكن بيع وشراء نسخ منها ولكنها تقدم فرصه لمن يرغب بتقنيين النفقات لمن يرغب في ذلك ، عندما يحصل نظام المدرسي على نسخه من برنامج حر فإنه من الممكن نسخها وتوزيعها على جميع الاجهزة في كل المدارس وستتمكن المدارس من تنزيل واستعمال البرنامج على جميع اجهزتها بدون أن تدفع شيئا مقابل السماح لهم بذلك لانهم أحرار في ذلك وبالتالي فهي فرصه لتوفير النفقات اذا وجدت الرغبه بذلك وهو أمر جدير بالمدارس عمله لانهم يعانون من نقص في التمويل ولا يجب ان يصرفو الميزانيات الشحيحه التي لديهم على ترخيص ليسمح لهم بتشغيل برنامج تجاري.
ولكن عندما نذكر هذا السبب لابد من أن نذكر أنه ثانوي ،لاينبغي أبدا ان نتوقف عند امكانية توفير النفقات حيث أن الحريه أغلى بكثير من النقود ولذلك عندما نذكر السبب الاول نؤكد على انه ثانوي أما السبب الرئيسي فهو ما سنذكره الآن ، ولكن لا ننسى أن بعض الشركات تتجاوز مسألة توفير النفقات عبر توفير نسخ مجانيه من برمجياتها التجاريه للمدارس ولماذا يفعلون ذلك ؟ ، انهم يستغلون المدارس في فرض التبعيه على المجتمع وهكذا تعمل الآليه ، هم يقدمون برمجيات تجاريه بالمجان للمدارس و المدارس تعلم الطلاب على هذه البرمجيات التجاريه ، ترتبط مهارات ومعرفة الطلاب بهذه البرمجيات التجاريه حصرا ويصبحون تابعين لها وعندما يتخرجون مع هذه التبعيه ويذهبون الى سوق العمل وهناك لن يجدوا نسخا مجانيه هناك ..حاشا وكلا ، فكرتهم هي جعل المدارس توجه الطلاب نجو التبعيه الكامله وهم سيأخذون باقي المجتمع معهم في تبعيتهم ،انها مثل تقديم ابر مخدره للمدارس لتحقن الطلاب بها حيث الجرعات الاولى مجانيه ولكن عندما يصبح الطالب مدمنا عندها يجب ان يدفع في الواقع سترفض المدارس تقديم المخدرات للطلاب وعليهم رفض البرامج التجاريه المجانيه لنفس الأسباب حيث لا ينبغي للمدارس أن تجعل أبنائها تابعين وغير معتمدين على انفسهم ، المدارس لديها مهمة إجتماعيه هامه وهي تثقيف مواطنين صالحين ، وأقوياء و متمكنين ومستقلين و متعاونين و أحرار ، فيما يتعلق بعلم الحاسوب نقوم بذلك عبر تعليمهم على برمجيات حرة.
ولكن هناك سبب أعمق لتعليم البرمجيات الحره في نظام التعليم ، هناك اناسمولودون مع مواهب فطريه في مجال البرمجه وفي عمر 10 الى 13 سنه يكون لديهم شغف هائل بالحاسوب وكيفية تشغيله و اسرار عمله وعندما يستعملون في الدرسة برنامجا يعجبهم ويرغبون في تعلم كيف يعمل ، لكن في حال ان هذا البرنامج كان تجاريا سيقول المعلم لهم : لا أعرف هذا سر ، هذا يعني أنه تم منع المعرفه عن الطلاب فالبرمجيات التجاريه هي عدو لورح التعليم ومنع للمعرفه ولا يجب التهاون في منعها في المدارس ولكن ان كان البرنامج حرا فإن المعلم يستطيع أن يشرح ما يسأل عنه الطلاب ويقدم لهم نسخه من النص البرمجي ليقرأوه ويفهمو أكثر عن عمله والطلاب سيقرأوه ويفهموه ﻷن لديهم شغفا ورغبه عارمه لفهمه وسيقول المعلم : ان كان هناك نقطه ما في النص البرمجي صعبه عليكم أخبروني وسوف ندرسها معا ، هذا يعطي هؤلاء الموهوبين درسا قيما وهو أن النص البرمجي لهذه النقطه لم يكن واضحا ووجب الا يكتب بتلك الصورة الطلاب أصحاب المواهب البرمجية لديهم مستوى ذكاء عالي ويستطيعون كتابة نص برمجي يحقق الهدف المطلوب ولكن قد يكتبوه بصوره لا يفهمها غيرهم وهذه ممارسه برمجيه خاطئة حيث أن الصحيح هو كتابة نص برمجي يؤدي الهدف المنشود وفي نفس الوقت يستطيع الاخرون فهم كيفية عمله وتغيره لاحقا
وكيف نعلمهم هذه الممارسه الصحيحة عبر التجربة وعبر جعلهم يواجهون هذه المشكله بأنفسهم وكيف نعلمهم كتابة نص برمجي جيد و واضح؟ عبر قراءة الكثير من النصوص البرمجية وكتابة الكثير من النصوص البرمجيه والبرمجيات الحره فقط هي التي توفر فرصة قراءة النص البرمجي لبرامج كبيرة وذات فائدة ويجب عليهم أيضا كتابة الكثير من النصوص البرمجية لبرمجيات ضخمة ولكن ليتمكنوا من ذلك عليهم أن يبدؤ من مستوى أصغر وليس المقصود هنا برمجيات أصغر لان تحدي كتابة نص برمجي لبرمجيات ضخمة لا يواجهونه في البرمجيات الصغيرة بل المقصود ادخال تعديلات صغيرة على البرمجيات الضخمة وبهذه الطريقة يمكن البدء بتسهيل التعامل مع برمجيات ضخمة وفقط البرمجيات الحرة تمنح فرصة كتابة تعديلات صغيره ثم كبيرة على برمجيات ضخمه قيد الاستعمال بهذه الطريقة تتعلم كيف تكون مبرمجا جيدا واذا ماتت لديك المهارة الازمة فهذه هي الطريقة لتكون محترفا في البرمجة والمدرسة الوحيدة التي تستطيع تقديم ذلك هي مدرسة تعتمد البرمجيات الحرة ورغم ذلك هناك سبب أكثر عمقا اخلاقية التعليم والمواطنة المدارس يجب ان لا تدرس حقائق ومعلومات فقط بل عليهم نشر روح السلوك الحسن والتعاون مع الاخرين لذلك كل صف يجب ان يكون لديه القانون التالي اذا احضر الطالب برنامجا الى الصف فلا بد من ان يشارك نسخه مع الجميع وذلك يشتمل النص البرمجي ايضا لمن يرغب بالتعلم لان الصف هو مكان نتشارك فيه بالمعرفة ولتكون قدوة حسنه لابد للمدرسة من اتباع نفس القانون ينبغي عليهم احضار برمجيات حره فقط الى المدرسة وينبغي عليهم مشاركتهم مع الجميع اذا كان لديك علاقة بمدرسة فانه من الواجب عليكم الضغط عليهم للانتقال الى البرمجيات الحرة انا لا اقترح الانتقال خلال اسبوع واحد هذا سيخلق مشاكل كبيرة يمكن تفاديها ولكن عبر عدة سنوات يمكن القيام بهذا وهو ليس صعبا في حالات معينه قد يكون هناك ما نضحي به ولكن الحرية تستحق التضحية ولذلك ينبغي علينا ان نتحضر للتضحية احيانا ربا يكون هناك موضوع معين لا يستطيعون تدريسه الى ان يكتب احد ما برنامجا حر لذلك الموضوع وتلك هي الحياة احيانا قد تتخلى عن امور مهمه مقابل حريتك وبالنسبه للمدارس يجب ان تتخلى عن امور مريحة مقابل ان تعطي تعليما اخلاقيا لذلك ابحثوا عن حلفاء بين الطلاب والمدرسين والاباء وطالبوا بالبرمجيات الحرة كقضية اخلاقية واظهروا قبولكم الشخصي بأي تضحيات فمثلا قد يطلب الطالب من المعلم السماح له بدراسة المادة باستعمال برمجيات حرة والتاكيد له انه سوف ينجز المطلوب ولو اخذ ذلك منه وقتا اطول لان ضميره يمنعه من العمل ببرنامج غير حر يصعب على المعلم ان يرفض ان يبذل الطالب مزيدا من الجهد ولكن اذا رفض المعلم فعليك ان تتخلى عن مادتة هذه السنة وتحاول السنة المقبله لعل الامور تكون تغيرت ثم تقول للمعلم وداعا.
كيف يبرر المالكون سلطتهم ؟
المستفيدون من النظام الحالي حيث البرمجيات مملوكة يقدمون حجتان تدعم إدعاءاتهم في تملك البرامج: الحجة العاطفية والحجة الاقتصادية.
المقولة العاطفية تشبه ما يلي : "جاء البرنامج من عرق جبيني ووضعت فيه قلبي وروحي. إن البرنامج جاء مني، إنه لي!"
هذه المقولة ليست بحاجة لتفنيد جاد. إن هذا الشعور بالارتباط مع البرنامج يربى المبرمج ليستخدمه متى كان ذلك يناسبه، إنها ليست حتمية. خذ مثلاً، كيف يتنازل عادةً نفس المبرمج بإرادته لأي شركة عملاقة مقابل راتب! وكيف يتلاشى هذا الرابط العاطفي دون تفسير. على النقيض تماماً، انظر إلى الفنانين وصُنّاع التحف في العصور الوسطى، منهم من لم يوقع على أعماله. بالنسبة لهم اسم الفنان ليس مهماً، المهم هو العمل المنجز نفسه، والهدف الذي تخدمه. هذه النظرة سادت لمئات السنوات.
الحجة الاقتصادية تأتي هكذا: "أريد أن أصبح غنيا (غالباً توصف بتعبير غير دقيق مثل 'أريد أن أكسب قوت يومي، أريد أن أعيش' ) وإذا لم تسمح لي بأن أصبح غنياً بالبرمجة فإنا لن أبرمج. والآخرون مثلي، وبالتالي للن يبرمج أحد أبداً. وسوف تعلق دون أي برامج على الإطلاق!" تقدم هذه لنا كنصيحة من الحكما
زيارة ستولمان لمدينة جنين
قام محافظ جنين قدوره موسى في مكتبه باستقبال مؤسس حركة ومجتمع البرمجيات الحرة في العالم "ريشتارد ستالمان " .
من جهته اعتبر موسى أن زيارة العالم ستالمان إلى فلسطين هي مؤشر إيجابي ولافت على أن فلسطين تواكب التطور العلمي والتكنولوجي .
وأشار موسى إلى توفير التطبيقات البرمجية المختلفة وتطوير قدرات الشباب الفلسطيني ، واغنائهم بالخبرات الكبيرة في شتى مجالات البرمجة من تطوير أنظمة التشغيل المختلفة وعالم المعلوماتية .
ورحب بدوره ستالمان على اهتمام فلسطين واستخدامها لمجتمع البرمجيات الحرة ،مشددا على أهمية الحرية كخيار أساسي في تعامل المجتمع الفلسطيني مع الانترنت والبرمجيات.
وأشار إلى أن استخدام البرمجيات الحرة في فلسطين تنقلها من مستخدم إلى منتجة للمعرفة ،من خلال الانضمام لهذه البرمجيات الحرة عبر مجموعة من مقرري البرمجيات .
ودعا ستالمان المؤسسات الحكومية أن تكون مصدرا للمعلومات والخدمات لأفراد المجتمع ولا تخضع للمستخدم مقدم الخدمات الذي يتحكم في البرنامج.
وأضاف أن الشركات الخاصة لا تعطي حرية المستخدم في اختيار البرمجيات ومن هنا تتولد إشكالية أخلاقية باستخدام البرمجيات المقفلة .


ملخص حديث ستولمان في الجامعات
ألقى ريتشارد ستالمان محاضرته بخصوص البرمجيات الحرة
استمرت محاضرته لمدة 4 ايام و لم يستثني فيها أي جانب من جوانب البرمجيات الحرية :عرف بمعنى البرمجيات الحرة و تطرق إلي دوافعه لإنشاء مشروع غنو و حركة البرمجيات الحرة.
تسمية 'غنو' اختارها عن غيرها لثلاثة أسباب:

*
الأول لكونها يمكن نط قها كـ 'ن و' أو 'نيو' بمعنى جديد. أي النظام الجديد آنذاك لكن لم يعد ينصح باستعمالها بهذا المعنى لأنه مر على مشروع أزيد من 27 سنة.
*
الثاني لأنه ترمز إلى حيوان النو
*
الثالث كنوع من الدعابة لأن المبرمجين يتمتعون بروح الدعابة و التفكير بطريقة تراجعية و المقصود هنا أن 'غنو' تعني 'غنو ليس يونكس'. GNU = GNU is Not Unix.
تحدث عن نظام التشغيل ويندوز و كيف أنه بمجرد تثبيته فقد أصبح الجهاز خارج عن طوع المستخدم لأنه يحتوي على آليات و أبواب خلفية تتيح لشركة مايكرسوفت تعقب المستخدم. نفس الشيء ينطبق على نظام الماك و هواتف الآيفون التي تتيح لآبل معرفة أية برامج تستخدم و حتى حذف ما لا تريده على هاتفك. وصف مشغل الفلاش بالشر و أن جهاز كيندل لآمزون ينتهك خصوصية المستخدم بتعقب كل ما يقرأه المستخدم و الكتب التي يشتريها.
تحدث عن اختلاف أفكار لينوس تورفالدس مطور نواة لينكس و داعمي المصادر المفتوحة و أفكار حركة البرمجيات الحرة. لينوس كما أشار ستالمان يركز على الجانب و القيم العملية و على أن يكون الكود/المصدر البرمجي متوفرا و لا تهمه الحرية في المقام الأول. أيضا عند استخدام كلمة "لينكس" للإشارة إلى نظام تشغيل ككل فيه نقصان و إنكار لحقوق و فضل المشروع غنو و البرمجيات الحرة و هو تعبير في حد ذاته خاطئ لأن لينكس ما هي إلا نواة النظام و أدوات غنو توفر الطبقة الضرورية للحصول على نظام تشغيل متكامل. حركة المصادر المفتوحة حسب ستالمان تحاول إخفاء أفكار الحرية.
بعدها و كنتيجة فإن نواة لينكس اليوم تضم أجزاء غير حرة و ذلك عمل مشروع لينكس الحر (Linux- على تطوير سكريبت لحذفها تلقائيا و توفير نواة خالية من تلك الأجزاء، و اليوم نتوفر على توزعات تستخدم تلك النواة الحرة و تقدم نظام غنو/لينكس حر 100% مثل توزيعة ututo ، توزيعة blag ، توزيعة gnewsense و توزيعة Trisquel .

ثم انتقل بعدها للحديث على الخدمات و تطبيقات الويب كفيسبوك و مستندات غوغل و تويتر. فيسبوك يعتبر انتهاكا صارخا للخصوصية؛ مستندات غوغل تطبيق مملوك و يشغل على المتصفح ملف جافاسكريبت معقد و مملوك و تويتر رغم كونه مملوكا إلا أنه لا يرى مانعا من استخدامه في نشر و توعية الآخرين بحركة البرمجيات الحرة. أيضا نصح ريتشارد بضرورة تعطيل دعم جافاسكريبت على المتصفح كخطوة للتقليل من انتهاك الخصوصية و لقطع الطريق أمام ملفات الجافاسكريب المملوكة. ثم أضاف أنه يبحث عمن يستطيع أن يساعده في برمجة تقنية لتعطيل كل ملفات الجافاسكريب الغير حرة بطريقة تلقائية على المتصفحات.
البرمجيات المملوكة كالأنظمة الإستعمارية تسعى إلى تفرقة المستخدمين للسيطرة عليهم و هي غير عادلة لا على مستوى الأفراد و لا على مستوى المجتمعات و هدفها في النهاية هو تكديس الثروات في يد القلة. و لذلك يجب على كل مستخدم أن يسعى إلا استخدام نظام حر و أن يطرد كل نظام مملوك من جهازه.
الحرية يسهل فقدانها عندما لا ندافع عنها و لا نقدر قيمتها.أهم الأفكار التي أوصلها إلينا :
إما أن يتحكم فينا البرنامج إن كان مملوكا و احتكاريا أو أن تحكم فيه لكونه حرا.
أنه اختارته الظروف لي يفعل ما فعل و لم يكن يتصور أن فكرته ستصل إلى ما وصلت إليه. هو كما قال عن نفسه كالشخص الذي يعرف كيف يسبح و صادف شخصا غريقا فحاول أن يقدم إليه يد مساعدة. يقصد بالسباحة أنه كان يستطيع البرمجة فبدأ يبرمج ليخرج فكرته للوجود.
البرامج هي نتاج لعمل الإنسان، و الإنسان بطبيعته يمكنه أن يرتكب أخطاء، و من هنا فإن البرامج المملوكة كالبرامج الحرة يمكن أن نجد بها أخطاء لكن بالنسبة للمملوكة لا يمكن إصلاحها و لا معرفة ما
الذي كتب بداخلها.
بدأ ستالمان بنبذة تاريخية حول نشأة البرمجيات الحرة ، و ما الشروط التي يجب أن تتحقق في أي برنامج حتى يصبح حرا وهي أربعة:الحرية رقم صفر : حرية الاستخدام في أي غرض.الحرية رقم واحد : حرية توزيع نسخ من البرنامج من دون أي قيد.الحرية رقم اثنان: حرية الوصول إلى الشفرة المصدرية.الحرية رقم ثلاثة: حرية المشاركة في التطوير وتوزيع البرنامج المعدل.وعندما سأل لماذا بدأت من رقم صفر ؟ أجاب هناك شقين للإجابة الأولى أننا كمبرمجين نبدأ من الصفر في البرمجة، ولكن الشق الثاني أكثر أهمية وهو أنه في البداية يهتم بالحريات الثلاث الآخرى ( غير حرية رقم صفر) لأنها معلومة بالبداهة حرية المستخدم في استخدام البرنامج في أي غرض وإلا لما كان يعرف برنامجا بالأساس، لكنه تفاجأ بأن بعض الدول لديها تقييد لحرية استخدام البرنامج فاضطر إلى إضافة حرية رقم صفر وهي أساسية وبدهية في آن واحد.من بين اعتراضاته هي تسمية نسخ البرمجيات بمسمى " قرصنة البرمجيات " و يقول القرصنة هي قرصنة السفن مثلما يحدث في الصومال وليس هذا البرمجيات. وأن هناك كم كبير من البرامج المغلقة تحوي على برامج تجسسية و أخرى مهمتها هي الحد من حرية المستخدم و بعضها يحوي على أبواب خلفية.نظام مايكروسوفت ويندوز شهير باحتواءه على أبواب خلفية ويظهر ذلك في ناحيتين:الأولى: أن مايكروسوفت يمكنها السيطرة على البرمجيات في نظامك والحد من قدرتك على استخدام نظام ويندوز.الثانية: يوجد باب خلفي مخصص لرجال الأمن والشرطة ، بحيث يمكنكهم الدخول لأي نظام من مايكروسوفت وهذا معروفا بشكل كبير.الجدير بالذكر أن نظام ويندوز ليس الفريد في هذا المجال، بل هناك العديد من البرامج التجارية المغلقة تتبع نفس الطريق وأشهرها:
-
نظام أيفون و نظام IPad من شركة أبل حيث أنه يتحكم بالبرمجيات فقط من خلال سوق برامج أيفون.
-
جهاز كندل من شركة أمازون حيث أنه يتجسس على المستخدمين وعلى يفرض سيطرة بشعة للكتب عن طريق DRM.هذا ويقول ستالمان أن البرامج التجسسية شائعة في البرمجيات المغلقة ولكن ليس كلها وهذا للدقة، ومهما يكن إذا كان وجد مسيطر ، فأنت لا تملك الحرية. وتطرق أيضا إلى كيفية الاستثمار في البرمجيات الحرة وخصوصا للمؤسسات ، وهذا ينتج بأن تدفع هذه المؤسسات لمطورين لإضافة مميزات جديدة وبالتالي تكون الاستفادة موزعة للمؤسسات و المطورين و المجتمع.إن البرامج الحرة تجعل المجتمع مجتمعا حرا ومتكافلا ومستقلا ، بينما البرامج المغلقة تجعله مجتمعا اتكاليا و أنانيا بشكل كبير. وهذا يقودنا إلى نقطة أهمية البرمجيات الحرة في المدراس، حيث أن المدارس عليها مهمة اجتماعية وهي تأهيل الطلاب لأن يكونوا مواطنيين صالحين، وهذا ينتج بنشر فكرة التعاون والتكافل والمساعدة وهو من أهداف الأخلاقية للبرمجيات الحرة.ولا يقف ستالمان بهذا ولكن يستطرد إلى الفرق ما بين البرمجيات المفتوحة المصدر و البرمجيات الحرة. حيث أن الأولى أخذت بالأساليب التطوير مع طرح و إبعاد القيم الأخلاقية التي تهدف إليها البرمجيات الحرة. وهذا هو الفرق الجوهري: الأسس الأخلاقية، وهو الذي يجب علينا أن نتمسك به وندافع عنه.في الكلمة التالية وهي البرمجيات الحرة ما بين الأخلاق والتطبيق، استعرض ستالمان مسيرة تطور البرمجيات الحرة منذ بداية الثمانيات إلى الآن، مسهبا كثيرا حول نواة اللينكس و لزوم تسمية النظام الناتج باسم جنو/ لينكس.ويفسر نقطة تمسكه بهذا المبدأ أن المصطلحات لها تأثير كبير على فهم الناس، وبالتالي إذا سمينا النظام الجديد باسم نظام لينكس فقط فإننا نلغى جهود الالاف المطورين الذين سهروا لكتابة تطبيقات جنو والتي لولاها لما ظهرت نواة اللينكس، إضافة أننا لا نستطيع العمل على نواة اللينكس بشكل مباشر بل يتطلب منا استخدام أدوات جنو.غير أن النقطة الأساسية هي نقطة إعلامية في المقام الأول حيث أننا إذا روجنا لاسم لينكس وحده فإننا نطمر دور مؤسسة البرمجيات الحرة وأهدافها الأخلاقية ، ونغلب عليها النزعة المادية في البرامج مفتوحة المصدر والتي يشجع إليها مطور اللينكس : لينوس تارفولدز. وهذا ما يرفضه ستالمان بشدة ويجعله يدقق في ألفاظ بل وصل الأمر بأن يطالب بحقوق منظمة البرمجيات الحرة.
ثمّ نبّه على نقطتين او خطأين يقع فيهما الكثير من الناس بل حتى الخبراء أحيانا:
1)
النقطة الأولى:
ان الكثير يطلق على البرمجيات الحرة لقب open-source وهذا خطأ حيث إنك اذا اطلقت اوبن سورس او المصدر المفتوح على برنامج معين فهنا قد قيدته بحرية واحدة من أربع حريات وهي الحرية الثانية،
فمثلاً اذا اطلقنا على نظام التشغيل GNU-Linux اذا اطلقنا عليه open-source هذا يعني اننا قيدناه بانه يعطيك حرية واحدة فقط وهي حرية الاطلاع على شفرة المصدر بينما هو في الحقيقة يعطيك أربعة حريات وليس حرية واحدة.
اذاً ينبغي ان نقول Free Software وليس Open-source أي برمجيات حرّة وليس مفتوحة المصدر

هامش : طبعاً هو لا يقصد بـ Free مجاني بل يقصد بها (حـرّ) مع انه ذكر ان كلمة Free في اللغة العربية تعني "majani" بينما نحن ادرى بلغتنا والمعنى واضح حيث ان كلمة مجاني كلمة مقيِّدة ايضاً ولا تعطي المعنى الواسع والكامل للبرمجيات الحرة، واحيانا يكون هناك برنامج حر ولكن غير مجاني.

2

) النقطة الثانية :
ان الكثير يطلق عليه نظام تشغيل Linux وهو في الحقيقة GNU-Linux،
حيث أن لينكس هي مجرد النواة لنظام التشغيل هذا، ومع أن النواة تعتبر الأساس والجوهر لنظام التشغيل ولكنها غير مفيدة بحد ذاتها الا اذا كمّلها نظام تشغيل.فـ لينكس مجرد نواة للنظام ثم أتى مشروع جنو الذي ترأسه ريتشارد حيث اكمل على النواة وأنتج لنا هذا النظام الناجح وسموه GNU-Linux.لكن السيد ريتشارد ذكر انه مستاء من أن الناس لا يذكرون جهود مجموعة جنو ويقتصرون الاسم بلفظ Linux فقط.
ثم تهجّم العالم على البرامج المحتكرة وتحديداً وندوز وماكنتوش:
حيث ذكر بأن وندوز لا تعطيك حرية الاطلاع على مصدر الكود وهذا ما يثير في اذهاننا انه ربما هناك شيء ما في الكود كتسريب معلومات سرية او اي شيء آخر لا نتوقعه.وزيادة على أن البرنامج مدفوع، لا يمكنك مشاركته مع أصدقائك ولا يمكنك حتى التعديل عليه ليناسب متطلباتك واذا طلبت منهم التعديل سيقولون لك انتظر الاصدار القادم!
ثم تحدث عن أبل ماكنتوش ايضاً وذكر بأنه قد وصل الي انه تيقن من ان في ماكنتوش باب خلفي يسرب بيانات ليس لهم حق بالاطلاع عليها وزاد بالقول انه مسؤول عن هذا الكلام ومتأكد منه، حيث ذكر بعدها ان نظامَيْ وندوز وماكنتوش هي فايروسات بحد ذاتها !!
البرامج الحرة والتعليم
كان آخر ما تحدث عنه هو البرمجيات الحرة والتعليم، على جميع الجامعات والمدارس يجب ان تُدرّس منهج يعتمد في الاساس على البرمجيات الحرّة.
حيث ذكر أن الطالب عندما يتعلم نظام تشغيل مدفوع سيحتاج ايضا بعد التخرج ان يعمل غالباً على برامج مدفوعة وسيصبح اسير هؤلاء المحتكِرين.
بينما ايضا لا يجب ان نعلّم الطالب البرمجيات الحرة والغير حرة مع بعضها، وضرب مثالاً على هذا أنه لا يجب أن لا تعطي ابنك خمراً وماء وتجعله يختار مايريد، يجب أن تعلّم ابنك العادات الحسنة فقط، وتُبعد عنه العادات السيئة.وتطرق الى ان هناك توزيعات من النظام متخصصة في مجال التعليم.
وفي بداية الندوات كان يقدم الدكتور واصل غانم منسق مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني نبذه عن العالم ريتشارد ستالمان وكان يتطرق الى اهداف الزيارة ويشيد ويرحب بالحضور والجهات المضيفة للحدث .
وقد صرح حاتم زيود ممثل مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني عقب الزيارة الى وزارة التربية والتعليم العالي بكلمة قال فيها : تسعى مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة من خلال هذه المبادرة إلى نشر الوعي بأهمية البرمجيات الحرة وتطبيقاتها العديدة و التعريف بالبرمجيات الحرة كخيار متوفر إلى جانب البرامج التجارية.
وأضاف زيود : سنحرص بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي على المساهمة في زيادة الوعي حول حقوق الملكية الفكرية من خلال تشجيع الجمهور على استخدام البرمجيات الحرة، وذلك للحد من استخدام البرامج الغير مرخصة ،وتنمية القدرات المتخصصة في مجال البرمجيات الحرة من خلال التدريب على تطوير المهارات والمعرفة اللازمة لاستخدام و تطوير ودعم هذه التطبيقات مما يسهم في تشجيع البحث والتطوير والإبداع في مجال البرمجيات الحرة و توفير كما سنوفر ونقدم الدعم اللازم لتطوير الحلول القائمة على البرمجيات الحرة.
وخلال الندوة التي عقدها العالم ستالمان بجامعة النجاح تم تدشين مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني من قبل العالم ريتشارد ستالما ن منسقها الدكتور واصل غانم وممثلها حاتم زيود. البرمجيات الحرة كإحدى مبادرات ومشاريع فلسطين الرقمية، تهدف إلى دعم وتشجيع وتبني مختلف الحلول والتطبيقات والبرمجيات التي يُعتمد عليها في التأسيس لقطاع تقنية المعلومات في فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق