الخميس، 21 يوليو 2011

وقائع زيارة العالم ريتشارد ستالمان لفلسطين




وقائع زيارة العالم ريتشارد ستالمان لفلسطين


ضمن مبادرتها المستمرة لدعم البرمجيات الحرة في فلسطين، نظمت مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني في الفترة من 14 تموز إلى 18 تموز من العام الجاري


    اربع ندوات علمية في كل من مقر بيتا لاتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات وجامعة بيرزيت والجامعة العربية الامريكية وجامعة النجاح الوطنية .
وتسعى هذه الندوات التي تستهدف كلا من أخصائيي تقنية المعلومات والأكاديمين من الجامعات وصانعي القرار ، بالإضافة إلى الباحثين عن العمل، إلى رفع مستوى الوعي بوجود البرمجيات الحرة والتطبيقات المختلفة، وتقديمها كبديل للبرمجيات الاحتكارية، كما تهدف هذه الندوات لتعزيز وتشجيع استخدام هذه البرمجيات في المؤسسات العامة وكذلك بالنسبة للأفراد، وبناء القدرات اللازمة لاستخدام وتطوير ودعم البرمجيات من خلال التدريب المتخصص، بالإضافة إلى تشجيع البحث والتطوير في البرمجيات ونشرها لإيجاد أفضل الممارسات، بالإضافة لتشجيع ودعم الإبداع والابتكار في تطوير حلول البرمجيات والخدمات، وتوفير الدعم التقني اللازم لتطوير ونشر حلول البرمجيات في القطاع العام، وذلك للمساهمة في رفع مستوى الوعي حول حقوق الملكية الفكرية من خلال تشجيع الجمهور على استخدام البرمجيات، للحد من استخدام البرامج المقرصنة ومحاولة القضاء عليها.


نبذه عن العالم ستالمان :


ريتشارد ستولمان، ، هو عالم رياضيات وكمبيوتر، وباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، وأيقونة مركزية لدعاة ومتطوعي البرمجيات الحرة .
ستالمان هو رئيس مؤسسة البرمجيات الحرة ومؤسس مشروع GNU وهو صاحب ترخيص GPL أول ترخيص حر يعتمد مبدأ COPYLEFT الذي يمنع احتكار مصادر المعرفة .
أعمال ستالمان كانت أساسا مهما لبناء موسوعة ويكيبيديا الحرة وأيضا كانت الأساس الذي بنيت علية العديد من التراخيص الحرة التي تعني بنشر حر للابداع الانساني المرئي والمسموع والمكتوب بالاضافة للعديد من البرمجيات العملاقة مثل لينكس نظام التشغيل الحر والعديد من المصادر والتقنيات التي تشكل جانبا مهما من حياتنا الرقمية اليوم وفي المستقبل .. و هو أيضاً "مبرمج بارع حيث كان يترأس عدة مشاريع مثل محرر إي ماكس ، والمصرِّف جي.سي.سي، والمدقق جي دي بي وهي كلها برامج تنتمي لمشروع جنو .


هدف الزيارة :


هذه الزيارة تحمل أهمية كبيرة لقطاعات التقنية ، التعليم ، الاعلام والحريات الانسانية عموما من حيث الفرص التي يمكن استغلالها للرقي بالمستويات التقنية والاقتصادية والانسانية للشعب الفلسطيني والحضارة الانسانية عموما ونقل فلسطين من استيراد التقنية والمعرفة الى انتاج التقنية ورفد المعرفة .


التوعية: تهدف الى نشر فلسفة البرمجيات الحرة في المجتمع الفلسطيني، وتوسيع قاعدة المجتمع المدرك لهذه البرمجيات. المجموعات المستهدفة هي: المؤسسات الأكاديمية العامة والخاصة، والقطاع العام (الوكالات الحكومية)، والقطاع الخاص (الشركات والمنظمات غير الحكومية). اما الفئات المستهدفة فتشمل صانعي القرار، والإدارات، والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والمستخدمين النهائيين. وضع الفريق العامل أيضا مصفوفة تحدد شروط التوعية لكل قطاع في كل الفئات المستهدفة.
تطوير التطبيقات: بتطوير التطبيقات في مجالات التنمية المستهدفة. فقد تقرر استبعاد حلول المشاريع، وحصر هذه التطبيقات بالمؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وإشراك الطلاب إلى حد كبير على جميع المستويات. فقد أوصي بإنشاء مجموعة اهتمام خاصة بالرمجيات الحرة. هذه المجموعة من شأنها أن توفر للمجتمع الدعم التقني لتطوير تطبيقات جديدة للبرمجيات الحرة. نوعين من المشاريع تم تحديدها وهي: واحدة على أساس احتياجات المجتمع، واخرى على أساس الاحتياجات المحلية.



محطات الزيارة 
 
زيارة ستالمان الى مقر الرئاسة برام الله
و قام مستشار الرئيس لشؤون الاتصالات والمعلوماتية والتعليم التقني الدكتورصبري صيدم، بالنيابة عن الرئيس محمود عباس، باستقبال مؤسس حركة ومجتمع البرمجيات الحرة العالم ريتشارد ستالمان.
من جهته، رحب ستالمان بتطور مجتمع البرمجيات الحرة في فلسطين، مشددا على أهمية الحرية كخيار أساس في تعامل المجتمع الفلسطيني مع الإنترنت والبرمجيات، مؤكدا أن النهوض بالمجتمع يستوجب توفير كامل الإمكانيات لتطوير صناعة البرمجيات واللحاق بركب الدول المتطورة على أرضية العدالة والإنسانية.


زيارة ستالمان الى مقر اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات
تحدث عن فقدان هيئه عامه تحكمها بحواسيبها فهي فشلت في اداء واجبها تجاه المواطنين ولا يحق لها عمل ذلك ، لذلك كل برنامج تجاري في مؤسسه حكوميه هو بسبب فشل تلك المؤسسه في القيام بواجبها تجاه المواطنين وهذه البرامج ينبغي حذفها وينبغي الانتقال بشكل كلي الى البرمجيات الحره ، ولكن هناك سبب ثاني يدفعنا الى ذلك .. الدوله برمتها (جميعها) لديها مهمه وهي تنظيم المجتمع بما يضمن رفاهيته وحريته وهذا يشمل جميع مناحي الحياه ولكن فيما يتعلق بالبرمجيات فإن هذا يعني توجيه المجتمع نحو البرمجيات الحره بالاضافه الى ذلك سوف تحتاج الدوله دعما فنيا مما يدفع الى انشاء شركات دعم فني تقدم خدماتها للدوله ونفس هذه الشركات ستقدم خدماتها ايضا الى زبائن آخرين وعندما تفكر المؤسسات الغير الحكوميه و الشركات بإستعمال البرمجيات الحره سيجدون من يقدم لهم الدعم الفني وسيكتشفون عندها أن الدعم الفني للبرمجيات التجاريه هو دائما احتكار للسوق بينما الدعم الفني للبرمجيات الحره هو سوق حر وبالتالي سيجدون أنهم سيحصلون على دعم أفضل لذلك الدوله عبر قيادتها لهذا سوف تقوم بفتح الطريق للآخرين للحاق بها بسهوله .


زيارة ستالمان الى جامعة بيرزيت
بدأ ستالمان بنبذة تاريخية حول نشأة البرمجيات الحرة ، و ما الشروط التي يجب أن تتحقق في أي برنامج حتى يصبح حرا وهي أربعة:الحرية رقم صفر : حرية الاستخدام في أي غرض.الحرية رقم واحد : حرية توزيع نسخ من البرنامج من دون أي قيد.الحرية رقم اثنان: حرية الوصول إلى الشفرة المصدرية.الحرية رقم ثلاثة: حرية المشاركة في التطوير وتوزيع البرنامج المعدل.
البرامج هي نتاج لعمل الإنسان، و الإنسان بطبيعته يمكنه أن يرتكب أخطاء، و من هنا فإن البرامج المملوكة كالبرامج الحرة يمكن أن نجد بها أخطاء لكن بالنسبة للمملوكة لا يمكن إصلاحها و لا معرفة ما




زيارة ستالمان الى جنين والجامعة العربية الامريكية
قام محافظ جنين قدوره موسى في مكتبه باستقبال مؤسس حركة ومجتمع البرمجيات الحرة في العالم "ريشتارد ستالمان " .
ثم تهجّم العالم على البرامج المحتكرة وتحديداً وندوز وماكنتوش:
حيث ذكر بأن وندوز لا تعطيك حرية الاطلاع على مصدر الكود وهذا ما يثير في اذهاننا انه ربما هناك شيء ما في الكود كتسريب معلومات سرية او اي شيء آخر لا نتوقعه.وزيادة على أن البرنامج مدفوع، لا يمكنك مشاركته مع أصدقائك ولا يمكنك حتى التعديل عليه ليناسب متطلباتك واذا طلبت منهم التعديل سيقولون لك انتظر الاصدار القادم!
ثم تحدث عن أبل ماكنتوش ايضاً وذكر بأنه قد وصل الي انه تيقن من ان في ماكنتوش باب خلفي يسرب بيانات ليس لهم حق بالاطلاع عليها وزاد بالقول انه مسؤول عن هذا الكلام ومتأكد منه، حيث ذكر بعدها ان نظامَيْ وندوز وماكنتوش هي فايروسات بحد ذاتها !!
زيارة ستالمان الى جامعة النجاح الوطنية
ان الكثير يطلق عليه نظام تشغيل Linux وهو في الحقيقة GNU-Linux،
حيث أن لينكس هي مجرد النواة لنظام التشغيل هذا، ومع أن النواة تعتبر الأساس والجوهر لنظام التشغيل ولكنها غير مفيدة بحد ذاتها الا اذا كمّلها نظام تشغيل.فـ لينكس مجرد نواة للنظام ثم أتى مشروع جنو الذي ترأسه ريتشارد حيث اكمل على النواة وأنتج لنا هذا النظام الناجح وسموه GNU-Linux.لكن السيد ريتشارد ذكر انه مستاء من أن الناس لا يذكرون جهود مجموعة جنو ويقتصرون الاسم بلفظ Linux فقط.


زيارة ستالمان الى وزارة التربية والتعليم العالي
كان آخر ما تحدث عنه هو البرمجيات الحرة والتعليم، على جميع الجامعات والمدارس يجب ان تُدرّس منهج يعتمد في الاساس على البرمجيات الحرّة.
حيث ذكر أن الطالب عندما يتعلم نظام تشغيل مدفوع سيحتاج ايضا بعد التخرج ان يعمل غالباً على برامج مدفوعة وسيصبح اسير هؤلاء المحتكِرين.
بينما ايضا لا يجب ان نعلّم الطالب البرمجيات الحرة والغير حرة مع بعضها، وضرب مثالاً على هذا أنه لا يجب أن لا تعطي ابنك خمراً وماء وتجعله يختار مايريد، يجب أن تعلّم ابنك العادات الحسنة فقط، وتُبعد عنه العادات السيئة.وتطرق الى ان هناك توزيعات من النظام متخصصة في مجال التعليم.


وقد صرح حاتم زيود ممثل مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني عقب زيارة وزارة التربية والتعليم العالي بكلمة قال فيها : تسعى مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة من خلال هذه المبادرة إلى نشر الوعي بأهمية البرمجيات الحرة وتطبيقاتها العديدة و التعريف بالبرمجيات الحرة كخيار متوفر إلى جانب البرامج التجارية.
وأضاف زيود : سنحرص بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي على المساهمة في زيادة الوعي حول حقوق الملكية الفكرية من خلال تشجيع الجمهور على استخدام البرمجيات الحرة، وذلك للحد من استخدام البرامج الغير مرخصة ،وتنمية القدرات المتخصصة في مجال البرمجيات الحرة من خلال التدريب على تطوير المهارات والمعرفة اللازمة لاستخدام و تطوير ودعم هذه التطبيقات مما يسهم في تشجيع البحث والتطوير والإبداع في مجال البرمجيات الحرة و توفير كما سنوفر ونقدم الدعم اللازم لتطوير الحلول القائمة على البرمجيات الحرة.


نتائج زيارة العالم ريتشارد لفلسطين 
 
اولا : خلال الندوة التي عقدها العالم ستالمان بجامعة النجاح تم تدشين مبادرة مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني من قبل العالم ريتشارد ستالمان منسقها الدكتور واصل غانم وممثلها حاتم زيود البرمجيات الحرة كإحدى مبادرات ومشاريع فلسطين الرقمية، تهدف إلى دعم وتشجيع وتبني مختلف الحلول والتطبيقات والبرمجيات التي يُعتمد عليها في التأسيس لقطاع تقنية المعلومات في فلسطين.
ثانيا :البرمجيات الحرة وتنيمة الاقتصاد المحلي
من الأشياء الأكثر إغراءا في فلسفة البرمجيات الحرة عند حكومات الدول النامية هي قوة البرمجيات الحرة في دفع عجلة التطور في الاقتصاد المحلي المتعلق بقطاع تقنية المعلومات، بغض النظر عن المميزات الأخرى من تقليل التكلفة الاقتصادية لاقتناء التقنية و احترام حقوق الملكية الفكرية في الدولة نفسها.
عتبر قضية احترام الملكية الفكرية أحد القضايا المعقدة والتي عادة ما تعتبر قضية في صالح الدول الكبرى في خضم الحصول على تنازلات من الدول النامية والضغط عليها، وبالرغم من القيم السامية المتعلقة باحترام الملكية الفكرية إلا أنها تأتي بثمن باهظ، فالناس اعتادت على استخدام البرمجيات والمواد الترفيهية من دون أن تفكر في الدفع وذلك راجعإن استخدام البرمجيات الحرة - والتي هي مرخصة قانونيا باستخدامها في العادة من دون مقابل- يقلل من القلق الحاصل من جراء قضية عدم احترام الملكية الفكرية، وهذا يساعد الحكومات على توفير مبالغ تصل بالملايين من قيمة التراخيص في تحسين خدماتها العامة وتوفير هذه المبالغ في مشاريع تنموية تخدم المجتمع بشكل أكثر فائدة. فقدت استطاعت الحكومات التي اعتمدت على البرمجيات الحرة في توفير ملايين الريالات التي كان يجب أن تدفعها للبرمجيات المملوكة واستخدامها في تطوير الخدمات الإلكترونية وتحسينها من مثل حكومة ماليزيا والبرازيل والهند.
هذا ما يتعلق بالقطاع العام، ولكن تنمية القطاع الخاص هو أحد أولويات الحكومات في هذا العصر، لأن العملية متكاملة فكلما تطور القطاع الخاص تطور معه القطاع العام لما يوفره الأول من خدمات وإمكانيات تمكن الثاني من توفير خدمات محسنة ومتطورة، لكن تقف في هذا التصور عقبة وهي أن الدول الكبرى استحوذت بالكامل على قطاع تكنولوجيا تقنية المعلومات بشركاتها الضخمة والعالمية في آن واحد، ومن المستحيل البدء من الصفر لمنافسة مثل هذه الشركات، مما يجعل الشركات المحلية شركات استهلاكية بالكامل لقطاع التقنية ولا توجد فرصة لتطورها.
غير أن استخدام البرمجيات الحرة واعتمادها بشكل عام، قد يساعد على تحسن قطاع التقنية بين الشركات المحلية، بما يخلقه من فرصة لهذه الشركات بأن تستغل المشاريع الحرة والمفتوحة المصدر لتقديم حلول تقنية منافسة للحلول التجارية التي تقدمها الشركات الضخمة.
هناك أربع محاور تقوم عليها البرمجيات الحرة لدفع عجلة الاقتصاد المحلي، المحور الأول هو تطوير الكفاءات المحلية للتعامل مع آخر مستجدات العالم التقني، فالبرمجيات الحرة تقوم على فلسفة منفتحة بحيث تشارك المعرفة للجميع بغض النظر عن البلد الذي تنتمي إليها، هذا يخلق فرصة عظيمة للكفاءات المحلية بأن تطور قدراتها العلمية والعملية بحيث ينفتح لها المجال للمشاركة والتطوير في أشهر التقنيات العالمية مما يخلق لهم فرصة للحصول على وظائف ذات مدخولات مرتفعة جدا.
المحور الثاني هو خلق أسواق جديدة لتطوير وتقديم الخدمات التقنية، فاستخدام البرمجيات الحرة في القطاع الحكومي والخاص يتطلب بشكل أساسي وجود شركات متخصصة في البرمجيات الحرة، لأن هذه البرمجيات لا تأتي بعقود دعم الفني والتدريب، ولكنها تترك هذه المهمة للشركات المحلية، هذا في المرحلة الأولى وهي خلق سوق الدعم الفني والتدريب على البرمجيات الحرة وهو مجال لا يمكن للشركات الضخمة أن تنافس فيه لأنها عندها حلولها التجارية المنافسة، أما المرحلة الثانية هي مرحلة البحث والتطوير والذي يختصر له R&D وهذا المجال تتنافس فيه الشركات بشكل كبير جدا، ويعتبر من أهم التقنيات التي يجب أن تستثمر في الدول لأنه عندما تستخدم التقنيات المتوفرة فأنت مجرد مستهلك في نهاية المطاف، بينما إذا كان قطاع البحث والتطوير متطور وقوي فأنت تصدر التقنية للعالم أجمع، وتجني من وراء ذلك أرباح طائلة. لذى تجد أن قطاع البحث والتطوير يحتل مرتبة أولى لدى الدول المتطورة.
المحور الثالث هو فرق كلفة التصنيع حيث أن فلسفة البرمجيات الحرة هي فلسفة تكاملية فأنت لست بحاجة إلى كتابة وتطوير كل شيء من الصفر، وهذا يخلق للبرمجيات الحرة فرصة تنافسية قوية مع البرمجيات المملوكة لأنها تطور في العادة من الصفر حتى يتسنى للشركات الدفاع عنها في حالة استخدامها من قبل أطراف غير مرخصين باستخدامها. ولتوضيح الصورة لنفترض أن مؤسسة حكومية تريد حلا تقنيا لإدارة المستندات عندها، في حالة الحلول المملوكة فإن الشركات تقوم بتطويرها من الصفر وهذا يكلف مبالغا ضخمة، بينما في حالة استخدام البرمجيات الحرة فإنه ليس من الشرط أن الشركة المحلية المقدمة للحل التقني قد قامت بتطوير الحل البرمجي بنفسها بل يكفي تخصيص حل حر جاهز ليناسب احتياجات المؤسسة الحكومية، وهذا يخلق فارق كبير في كلفة التصنيع بين الشركتين.
من جهة أخرى استخدام بنية تقنية تعتمد على أنظمة تشغيلية حرة مثل جنو/لينكس يوفر مبالغ كبيرة بالمقارنة مع بنية التقنية التي تعتمد على أنظمة تشغيلية مملوكة مثل مايكروسوفت ويندوز، هذه المبالغ يمكن استثمارها في الحصول على حلول التقنية أكثر تقدما وأداءا مما لو استخدمت بنية تحتية تعتمد على أنظمة مغلقة.
المحور الرابع هو تجنب تكرار الجهود وهذه نقطة مهمة في تسريع عجلة تطور الاقتصاد والبحث العلمي، فاستخدام وتطوير البرمجيات الحرة يجعل المجتمع يعمل على مشاريع معروفة بحيث يستثمر الجميع فيها وتتطور لخدمة الجميع، لا داعي مع البرمجيات الحرة بأن يعمل كل شخص لوحده فهي في النهاية عمل جماعي تشاركي يهدف إلى تقديم خدماته للجميع من دون قيود.
ثالثا : لماذا يجب استخدام البرمجيات الحرة في التعليم
تعتبر تكلفة اقتناء التقنية في المؤسسة التعليمية من الأشياء الثقيلة على كل إدارة في معظم المدارس في العالم حتى في أغنى الدول، وما يزيد الأمر سوءا أن كلفة الترخيصات للبرمجيات المملوكة مثل مايكرسوفت ويندوز ومايكروسوفت أوفيس تعتبر مرتفعة وغالية جدا مقارنة مع دخل المتوسط للفرد، هذا عدا عن قيمة البرمجيات المملوكة الأخرى من مثل أدوبي فوتوشوب وتي تفوق في بعض الأحيان قيمة العتاد نفسه.
هنا تبرز قيمة البرمجيات الحرة حيث أنها تتوفر بلا تكلفة في العادة للاستخدام، وهذا ما يساعد المدرسة أو المؤسسة التعليمية على توفير السيولة المادية لتطوير البنية التحتية أو إنفاقها على دورات تطويرية للمعلمين والطلبة أو توفيرها للمشاريع أكثر أهمية، هذا من جهة إدارة المؤسسة التعليمية، أما جهة الطلاب فإن استخدام البرمجيات الحرة يساعد الطلبة على استخدام التقنية بميزانية تناسب ميزانية الأسرة، بخلاف البرمجيات المملوكة التي تلزم بشراء رخص غالية لكل طالب أو فرد في الأسرة.
من الواقع العملي فإن نسبة استخدام البرمجيات غير المرخصة أو ما يطلق عليه قرصنة البرمجيات مرتفعة جدا وهذا ينعكس سلبا على الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية وتشجيع الابتكار والتطوير، واستخدام البرمجيات المقرصنة في المدارس وعدم تنبيه الطلاب إلى أهمية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية سينعكس سلبا على المدى الطويل على مستقبل الإبداع الفكري في البلدإن استخدام البرمجيات الحرة وبما توفره من إمكانيات تناسب احتياجات الطالب والمدرس معا، تجعل استخدام البرمجيات المقرصنة فكرة سيئة ويجب الابتعاد عنها في كل الأحوال.
من النقاط الإيجابية في البرمجيات الحرة أنها تتميز بموثوقية واعتمادية كبيرة، بحيث أنها تعمل بالشكل الذي صممت له من دون مشاكل، ولا تواجه مشاكل في الثبات والاستقرار، فمن المعروف أن البرمجيات الحرة تتميز بأنها لا تحتاج إلى تهيئة دورية للنظام ولا تتأثر بالفيروسات المنتشرة بكثرة في عالم الإنترنتإن نقطة الثبات والاستقرار تجعل كلفة إدارة وصيانة الحواسيب تنخفض بشكل ملحوظ وتخف الأعباء على العاملين في الدعم الفني، وتظهر ثمرة هذا بانخفاض نسبة الانقطاع وتوقف الخدمات الذي يحصل دائما مع البرمجيات المملوكة والمعروفة لدى الجميع.
إن استخدام البرمجيات الحرة في المؤسسات التعليمية يساعد على بناء قدرات بشرية على المدى الطويل، لأن البرمجيات الحرة متوفرة للجميع من دون قيود، وأيضا تتوفر شفرتها الداخلية للدراسة والتطوير مما يتيح الفرصة للطلاب إلى التعرف على تقنيات متطورة ومتجددة وتضعهم في الطريق الصحيح للحاق بالركب التقني المتسارعقد يكلف استخدام البرمجيات الحرة مبدئيا بعض المال ولكن هذا المال يعتبر استثمارا للغد، استثمارا لتخريج جيلا جديدا لا يعتمد على الاستهلاك، بل عنده القدرة على الإبداع والتطوير والاعتماد على نفسه.
نأتي الآن إلى نقطة مهمة جدا في المحيط التعليمي وفلسفته، إن من أهم أهداف التعليم اليوم هو إعطاء المعرفة ومشاركتها بين الجميع، فالتعليم لا يهدف إلى حكر المعرفة على فئة معينة من الطلاب و المعلمين أو وضع قيود وعراقيل في طريقة اكتساب المعرفة، ومن جهة أخرى فإن من حق الشركات أن تضع قيودا على كيفية استخدام منتجاتها وهذا حتى تربح وتستمر في الإنتاجمن هذه النقطة ولدفع التعارض بين أهداف التعليم و أهداف الشركات، تأتي البرمجيات الحرة بطريقة تضمن للمؤسسات التعليمية بتحقيق أهدافها التعليمية وضمان أنها تستخدم آخر ما توصلت إليه التقنية.
تتمير البرمجيات الحرة بأنها ذات فلسفة منفتحه تناسب البيئات الأكاديمية والتعليمية، وتجعلها بيئة خصبة لتشجيع الإبداع والابتكار من دون التفكير كثيرا في نقطة الربح والخسارة والتي تضع البرمجيات المملوكة في المرتبة الثانيةوهنا يجب إلى أن ننتبه إلى نقطة مهمة وهي أن استخدام البرمجيات المملوكة في المؤسسات التعليمية يجعل هذه المؤسسات كوكالات دعاية للشركات البرمجيات وتجعل الطلبة مدمنين على منتج معين وتحرمهم من فرصة معرفة خيارات أخرى قد تلبي احتياجاتهم بشكل أفضلإن التعليم يجب أن يتميز بأنه يعلم المبادئ العامة للتقنية فبدلا أن يعلم كيفية استخدام فوتوشوب يجب عليه أن يعلم كيفية التعامل مع الصور بشكل عام ولا يحصر الطالب في برنامج معين، حتى يستطيع الطالب بعد التخرج أن يختار البرنامج المناسب الذي يلبي احتياجاته ويناسب الميزانية التي يستطيع توفيرها لهذا البرنامج .

هناك تعليق واحد: